الأحد، 13 يناير 2013

شاعر«ة» الحسين عقيل ميرزا

شاعر«ة» الحسين

عقيل ميرزا

الأزمة السياسية الممتدة منذ فبراير 2011 لم تشل الاقتصاد والتنمية والمجتمع فقط، بل شلت الحياة الثقافية أيضا حتى صارت شبه معدومة بسبب انشغال الناس بالأوضاع السياسية المتأزمة التي تنتظر انفراجا يعيد لهذه البلاد حيويتها.
ومسابقة شاعر الحسين التي تقام في منطقة البلاد القديم سنويا والتي تحظى بتنافس كبير بين الشعراء من الداخل والخارج، وجمهور عريض من المهتمين، كانت العام الماضي أيضا من ضحايا هذه الأزمة فقد توقفت لدواع أمنية واستؤنف عملها هذا العام وأقيمت مساء الجمعة (11 يناير/ كانون الثاني 2013) في أمسية شعرية حاشدة تسابق على مسرحها شعراء وشاعرات من البحرين والسعودية والعراق، غردوا بين جمهور يجيد الاصغاء والنقد أيضا.
وبعد أن احتكر الرجل الفوز بجائزة المسابقة لأربعة أعوام على التوالي جاءت الشاعرة إيمان دعبل هذا العام لتسرق اللقب بجدارة برائيتها التي نافست بها 42 شاعرا، و14 شاعرة فخطفت منهم جميعا المركز الأول لتضيف تاء التأنيث على شاعر الحسين لتصبح شاعرة الحسين بجدارة، واستحقاق.
النتيجة جاءت لتؤكد مجددا مقدرة المرأة البحرينية على منافسة الرجل على المسرح الأدبي، وأنها تمتلك من البيان ما يخرس ألسنة الرجال، الذين كانوا يحتكرون معلقات الجاهلية قبل خمسة عشر قرنا من الزمان.
كانت أمسية الجمعة الباردة جدا دافئة بمشاعر المتنافسين وحماس المتابعين وكانت الأجواء أدبية بامتياز، وشخصيا لم أنتبه لفعالية ثقافية يحرص على حضورها الجمهور كهذه الأمسية فالسياسة دائما هي الأكثر استقطابا وجذبا إلا أن مثل هذا العمل يعطيك مؤشرا أنك أمام جمهور متنوع الذوق وحي، وعريق يحمل بين حناياه حسا ثقافيا وافيا وذوقا أدبيا رفيعا وراقيا، لا يتوفر إلا لدى الشعوب المتقدمة.
حتى وإن أدار إعلامنا المحلي ظهره لمثل هذه الأنشطة الثقافية الشعبية إلا أن ذلك لن يفقدها قيمتها الحقيقية في صقل الموهوبين والشد على أيدي المبدعين وتشجيع الواعدين لتبقى البصمة الثقافية واضحة على جبين هذا الوطن الضاربة ثقافته بجذورها في عمق التاريخ.







من بين 57 مشاركاً من 7 دول عربية... دعبل تتصدر وتضيف «تاء التأنيث» لـ «شاعر الحسين» في نسختها الخامسة



البلاد القديم - حسن المدحوب

كسرت الشاعرة إيمان دعبل هيمنة الرجال بالظفر بلقب شاعر الحسين، مضيفة تاء التأنيث لتصبح أول «شاعرة للحسين» تنال هذا اللقب في المهرجان الشعري الذي نظمته «الحسينية المهدية» مساء أمس الجمعة (11 يناير/ كانون الثاني 2013) في البلاد القديم للعام الخامس على التوالي.
واستطاعت دعبل نيل المركز الأول متفوقة بذلك على 57 شاعراً شاركوا بقصائدهم في المسابقة، فيما نال كلٌ من الشاعرين السعوديين جاسم محمد عساكر (الاحساء)، وعلي حسن علي الناصر (الأوجام/ القطيف) المركزين الثاني والثالث على التوالي.
وشارك في المسابقة 57 قصيدة؛ شعراؤها من الجنسين، منهم 15 مشاركة نسائية، وشملت المشاركات شعراء بحرينيين، بالإضافة إلى شعراء من السعودية وعمان والعراق ولبنان والكويت ولبنان.
وتوجت الأمسية الشعرية بمشاركة شرفية للشاعر مجتبى التتان، الذي فاز باللقب ذاته ثلاث مرات متتالية سابقة، حيث أتحف الحضور بإلقائه وشعره، إذ توافد جمهور عريض على البلاد القديم، وسط حضور مميز، وألقى الشعراء الستة الذين اختارتهم لجنة التحكيم قصائدهم خلال الأمسية، كفائزين بجوائز المسابقة النقدية البالغ مجموعها 1650 ديناراً موزعة على المراكز الستة الأولى.
وتوّجت دعبل بلقب «شاعرة الحسين» عن قصيدتها «حلم يطفو بريش ملاك»، فيما أحرز الشاعر جاسم محمد عساكر المركز الثاني عن قصيدته «بحيرة ورد»، فيما جاءت قصيدة «تألق أيها السبط الشهيدُ» في المركز الثالث للشاعر علي حسن علي الناصر، تلاه الشاعر سيدجعفر الفرزدق بقصيدته «وما كان لي أن أراك»، ولم تخلُ قائمة شعراء الحسين من النساء في المراكز المتقدمة، إذ حصدت الشاعرة السعودية أمل عبدالله الفرج المركز الخامس عن قصيدتها «غيمة وجمر»، كما جاءت قصيدتا «دروب الهوى» للشاعر إبراهيم هارون، و «تجليات ورؤى» للشاعر علي حسن المؤلف في المركز السادس مكررا.
وكرمت اللجنة المنظمة للاحتفال جمعاً من الشعراء المشاركين قدموا قصائدهم لها فيما بلغ سن أصغر المشاركين 12 عاماً.
وبدأ المهرجان الشعري الساعة السابعة والنصف تقريباً واستمر قرابة لثلاث ساعات، انقضت وسط تفاعل كبير من الحضور، الدين كانوا يطلبون من الشعراء إعادة إلقاء قصائدهم أكثر من مرة.
وتمحورت القصائد التي ألقيت في الأمسية الشعرية حول القضية الحسينية، في إبراز ما تستطيع من ألق النهضة الحسينية بأسلوب أدبي رفيع، حظي بإعجاب الجمهور الذي حضر الأمسية، وتخلل إلقاء القصائد مداخلات نقدية من قبل لجنة التحكيم.
وعن هذه المسابقة، قال رئيس اللجنة المنظمة عبدالجليل الصفار لـ «الوسط» ان «مسابقة شاعر الحسين حققت منذ انطلاقها في عام 2008 نجاحاً كبيراً وانتشاراً واسع النطاق على مستوى البحرين ودول الخليج وبعض الدول العربية، ويكفي أن نعلم أن عدد القصائد المشاركة في المسابقة خلال السنوات الأربع الماضية بلغ 342 قصيدة عمودية وتفعيلة ونثرية».
وأوضح الصفار أن «مسابقة شاعر الحسين، مسابقة أدبية نقدية تعنى بالقصيدة الحسينية الفصيحة المعاصرة، تنظمها الحسينية المهدية بالبلاد القديم».
وأضاف «جاءت فكرة مسابقة شاعر الحسين لإبراز القصيدة الحسينية وإعطائها المكانة التي تستحقها من الناحية النقدية، بمختلف أشكالها ومدارسها واتجاهاتها الفنية القديمة والحديثة، ولتسليط الضوء على شعراء القصيدة الحسينية، وتقييم كتاباتهم عبر المقابلة بين النص والرأي النقدي، وعبر التفاعل الإيجابي بين الشاعر و الناقد والجمهور».
وأشار إلى أن «المشاركة كانت مفتوحة للشعراء من الجنسين، بشرط أن يكون النص فصيحاً، وألا يقل طوله عن سبعة أبيات أو أسطر شعرية، وألا يكون الشاعر قد شارك به في مسابقة أخرى، وأن يستوفي عناصر البناء اللغوي والفني للنص الشعري».
وتابع «صنفت القصائد المتأهلة في فئتين، تضم كل منهما ست قصائد، إضافة إلى فئة (الشاعر الناشئ) الخاصة بالتجارب الشعرية الواعدة لمن لا يتجاوز عمره 15 عاماً».
وأكمل الصفار «منحت القصائد الست الأولى جوائز مالية تبدأ بـ500 دينار بحريني للمركز الأول (الثاني 400، الثالث 300، الرابع 200، الخامس 150، السادس 100)، وتكافأ القصائد الست من الفئة الثانية بهدايا عينية قيّمة».
وواصل «حصل على لقب (الشاعر الناشئ) عباس أحمد منصور شعبان (الدراز) ويبلغ من العمر 12 سنة، فيما تكونت لجنة التحكيم من أكاديميين ومتخصصين في النقد الأدبي واللسانيات، وضمت اللجنة هذا العام كلاً من، النقاد علي فرحان، وعلي عمران، وحسين السندي، وزكريا رضي».
وشدد على أن «عملية التقييم جرت للقصائد بأرقام سرية دون معرفة لجنة التحكيم لأسماء أصحابها، تحقيقا لأكبر قدر من النزاهة والحياد والموضوعية، حيث بلغ عدد القصائد المشاركة في النسخة الخامسة من المسابقة 57 قصيدة، وقد وردت من سبع دول عربية».
ونوه الصفار الى انه «تم الاعتذار عن قبول القصائد المكتوبة باللهجة الدارجة (العامية) وكذلك قصائد الموشح (الشيلة) لصعوبة وضعها في تقييم مقارن منصف مع الأشكال الشعرية الأخرى».
وبيّن أن «المسابقة نجحت في استقطاب رُبع مشاركيها من خارج البحرين، مقارنة بنسبة 19 في المئة فقط العام الماضي، وينتمي المشاركون إلى 7 دول مقارنة بـ5 العام الماضي».
وعن شخصية الحفل، قال الصفار «لقد سر مسابقة شاعر الحسين تكريم إحدى الشخصيات العلمية، وهي عبدعلي محمد حبيل، تقديراً لإسهاماته الأكاديمية وإثرائه المكتبة المحلية بالمصنفات التاريخية والتربوية والإدارية واللغوية، منوّهين في هذا الخصوص بكتابه القيّم في شرح (ملحمة الطف للدمستاني) المعروفة بقصيدة (أحرم الحجاج)».


المركز(1): حُلمٌ يطفو بريشِ ملاك - إيمان دعبل
الأبيات العشرة الأولى من القصيدة الفائزة بالمركز الأول
الأمنياتُ رصيفٌ... والرؤى سَفَرُ
من أوّلِ الحبِّ قلبي كان ينتظرُ
من أوّلِ الشوقِ كان الدّربُ يُومئُ لي
وكنتُ أبصرُ ما لا يُدركُ النّظرُ
أمضي إليك وشِعري بعض أمتعتي
ومن ورائي تسيرُ الشمسُ والقمرُ
نمضي... ومن خلفنا الأنهارُ تعرفنا
«والخيلُ والليلُ والبيداءُ» والزّهَرُ
العاشقون على أبوابكَ ازدهروا
والشانئون بكفِ الريح قد نُثروا
أنت الطريقُ... ومعنى السيرِ... «هيتَ لنا»
لنعبر الغيبَ فيمن بالهوى عبروا
حُلمي أصابعُ غيمٍ... لهفتي ودقٌ
أطفو بريشِ ملاكٍ ثم أنهمر...
أضمّ بين كفوفي ما تفايض من
غناءِ حوريةٍ بالنورِ تستترُ
عيناي رقصُ فراشٍ في حقول سنًا
عيناك منبعُ ضوء... حيث أنصهرُ
أفنى... وأخُلَقُ في نارِ الهيامِ وما
غير التّوحُدِ لي في المنتهى وَطَرُ


المركز(2): بحيرةُ ورد/ الشاعر جاسم عساكر
الأبيات الأولى من القصيدة الفائزة بالمركز الثاني
إلى الله فوقَ براقِ المواجعِ في ذكرياتكَ
يسمُو بنا الشعرُ أطيارَ حزنٍ ترفرفُ بينَ الحروفْ
فينكشفُ الجرحُ عن مأتمٍ للجمالِ
يسائلُ:
ماذا تخبئُ خلفكَ من أغنياتٍ!
يلحنّها الحبُّ للعاطلينَ عن الحبِّ
في كلِّ عامٍ يبيعونَ باسمِ العزاءِ جراحكَ
حينَ احتوتكَ السيوفْ
فخُذنا عريسَ الشهادةِ
ها نحنُ نطبعُ فوقَ جبينِ «طفوفكَ»
مقطعَ أحلامِنَا فانتهينَا إليكَ
أتيناكَ ظمأى كيومكَ يُلهبنا الشوقُ سوطاً
نجرجرُ قيدَ العذابِ الأليمِ...
نلمُّ خطاكَ التي أزهرتْ بالفدى
فوقَ أرضِ «الطفوفْ»
فتعشبُ فينا صلاةً سماويةً
وحقولاً من المجد تزهو، وبيدرَ عزٍّ وحرّيةٍ
وقافيةً منْ حتوفْ
تحلّقُ فيها طيورُ الكرامةِ مجداً
وركبُ الأماني عليها يطوفْ


المركز(3): تألق أيها السبط الشهيدُ/ علي الناصر
لأبيات العشرة الأولى من اللقصيدة الفائزة بالمركز الثالث
تألق أيها السبط الشهيدُ
فلا شمر هناك ولا يزيدُ
وليس بماكث الدنيا يسيرا
كمن أمسى بعالمه الخدودُ
برئت من الهوى إن كان شعرا
فحبك فوق ما يصف القصيدُ
وإن صمتت شفاهك فهي نجوى
وإن نطقت فقرآن مجيدُ
ولم أبصر عظيماً في حياتي
يؤم الناس وهو بها وحيدُ
تسير إليه أقدام البرايا
تحث الخطو والمسرى بعيدُ
يظللها من الرحمن لطف
فنار الاشتياق بها وقودُ
ترتلك الجراح غداة نزف
وتبحر في رؤاك وتستزيدُ
ويندلق المدى رتماً مصفى
وفي عينيك يبتهل النشيدُ
عجبت لمن يحلق في المعالي
شموخاً كيف يحضنه الصعيدُ









الخميس، 10 يناير 2013

57 قصيدة تنافس لنيل لقب (شاعر الحسين) مساء غد الجمعة

صرّح رئيس اللجنة المنظمة لمسابقة شاعر الحسين التي تقيمها الحسينية المهدية بالبلاد القديم، عبدالجليل الصفار، أن 57 قصيدة سوف تتنافس للظفر بلقب شاعر الحسين وذاك في النسخة الخامسة من المسابقة الشعرية التي ستختتم أعمالها بإقامة الحفل الإلقائي وإعلان النتائج مساء يوم الجمعة ليلة السبت (11 يناير / كانون الثاني 2013) في صالة مسجد الشيخ عمار بمنطقة البلاد القديم.
وأوضح الصفار أن المهرجان الختامي سيتضمن إلقاء القصائد الحائزة على المراكز الستة الأولى، يتخللها تعليق أعضاء لجنة التحكيم، ثم تصويت حضور الحفل على لقب (شاعر الجمهور)، قبل أن يتم إعلان النتائج النهائية، وتكريم الشعراء والشاعرات حتى المركز الثاني عشر، وأخيراً توزيع الجوائز وشهادات التكريم، إضافة إلى جائزة (الشاعر الناشئ) كما سيتم الاحتفاء بإحدى الشخصيات البحرينية ذات النتاج الأدبي والعلمي كضيف شرف، وسيتوّج الحفل بقصيدة شرفية للشاعر الكبير غازي الحداد.
وأوضح الصفار أن الجمهور المشارك سيكون له إسهام في التصويت على شاعره المفضل، كما تنتظره مجموعة من المطبوعات والهدايا.
وكشف الصفار عن أن القصائد المشاركة تنتمي إلى شعراء وشاعرات من سبع دول هي (البحرين، السعودية، الكويت، عمان، العراق، سوريا، لبنان)، وتضم قصائد عمودية وأخرى بنظام التفعيلة وقصيدة النثر.
يذكر أن الحسينية المهدية بالبلاد القديم أطلقت «شاعر الحسين» كمسابقة شعرية حسينية في العام 2008م، وشارك في مهرجانها الرابع 97 شاعراً من الجنسين، منها 24 مشاركة نسائية، ونال الشاعر ياسر عبدالله آل غريب (القطيف) لقب (شاعر الحسين) بقصيدته «موجة من سلالة لا». وتضم لجنة التحكيم نخبة من أساتذة الجامعات والمتخصصين في مجال النقد الأدبي واللسانيات الحديثة.